تشهد ملاعب كرة المضرب بدءاً من الأحد جولة جديدة من صراع العملاقين السويسري روجيه فيدرر والإسباني رافاييل نادال المصنفين في المركزين الأول والثاني على التوالي، وذلك في بطولة فرنسا المفتوحة، ثاني البطولات الأربع الكبيرة لهذا الموسم التي تقام على ملاعب رولان غاروس.
نادال يتفوق بشكل ملحوظ على فيدرر على الملاعب الترابية، وقد أسقطه في نهائي الدورتين الماضيتين في رولان غاروس بعد أن كان دوّن اسمه في سجل أبطالها في العام 2005، أي أنه يسعى إلى لقبه الرابع على التوالي ليشارك العملاق السابق، السويدي بيون بورغ، في انجاز ينفرد به حتى الآن بإحراز أربعة ألقاب متتالية.
ومع أن نادال (26 لقباً حتى الآن) أبدى تواضعاً لدى مقارنة انجازه بما فعله بورغ المتوج بستة ألقاب في رولان غاروس وبـ62 لقباً في مسيرته، فإن الإسباني اثبت أنه "سيد" الملاعب الترابية بفوزه في 108 من المباريات الـ110 الأخيرة عليها، فضلاً عن أنه فاز في مباريات الـ21 الأخيرة في البطولة الفرنسية في طريقه إلى تحقيق الألقاب الثلاثة.
وليس هذا فقط، بل أن نادال، وبعد صيام لأشهر عن الألقاب، حقق لقبين مهمين في دورتين من دورات الـ"ماسترز" في مونتي كارلو الفرنسية وهامبورغ الألمانية بفوزه في النهائي على فيدرر بالذات قبل فترة وجيزة، فضلاً عن إحرازه دورة برشلونة أيضاً.
الأفضلية لنادال على الملاعب الترابية
كما أن الإسباني يملك سجلاً جيداً في مواجهاته مع السويسري، حيث تغلب عليه في ثماني مباريات من تسع أقيمت على الملاعب الترابية، أما في المحصلة النهائية ففاز عليه في عشر مباريات من أصل 16.
وقد ينتزع نادال صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين الذي يتربع عليه فيدرر منذ أكثر من أربعة أعوام بعد هذه الدورة حيث بات الفارق بينهما 90 نقطة فقط.
لكن فيدرر الذي كان على وشك الفوز على غريمه في نهائي دورة هامبورغ (7-5 و6-7 و6-3)، أكد أن هذه المباراة "منحته معنويات عالية قبل رولان غاروس"، وأنه سعيد بالمستوى الذي قدمه.
وبدا السويسري متفائلاً جداً هذه المرة، إذ سيسعى بدوره إلى الفوز باللقب في رولان غاروس للمرة الأولى ليرفع عدد ألقابه في البطولات الكبرى إلى 13 لقباً، كما أنه سيصبح في حال حقق ذلك سادس لاعب في التاريخ يجمع بين بطولات الـ"غران شلام" الأربع في مسيرته.
وقال فيدرر: "أعرف بأنني قادر على الفوز عليه"، مضيفاً "أنا ألعب بطريقة هجومية أكثر منه وأبذل جهداً أكبر ولذلك أعتبر أن الفرصة سانحة لي للفوز هنا"، مؤكداً أن ما قدمه في دورتي مونتي كارلو وهامبورغ يثبت أنه بحاجة إلى تجنب خسارة إرسال واحد فقط لكي يحقق هدفه.
ديوكوفيتش حاضر أيضاً
ولا يغفل فيدرر ونادال معاً تطور مستوى الصربي نوفاك ديوكوفيتش (20 عاما) المصنف ثالثاً والذي انضم إلى لائحة الكبار مطلع العام الحالي بإحرازه أول الألقاب الأربعة الكبرى في ملبورن عقب فوزه على الفرنسي المفاجأة جو-ويلفريد تسونغا 4-6 و6-4 و6-3 و7-6 في المباراة النهائية.
ويحمل ديوكوفيتش ثأراً خاصاً ضد نادال الذي تغلب عليه في نصف نهائي البطولة الفرنسية العام الماضي، وفي ربع النهائي في العام 2006، لكن الصربي بات الآن صعب المراس وخير دليل خسارته بصعوبة في مباراة مثيرة من ثلاث مجموعات أمام الإسباني في نصف نهائي دورة هامبورغ.
واعبر ديوكوفيتش أن تلك المباراة تعتبر الأفضل له في مسيرته حتى الآن وأنه مرتاح للمستوى الذي لعب به قبل انطلاق منافسات رولان غاروس.
ولم يتردد نادال في القول إن صعود ديوكوفيتش إلى صدارة التصنيف العالمي "مسألة وقت ليس إلا".
وقد تتجدد المواجهة بين نادال وديوكوفيتش في نصف النهائي هذا العام أيضاً في حال لم تحدث أية مفاجأة.
اعتزال هينان فتح الباب للأخريات
وبعد أن طوت البلجيكية جوستين هينان صفحتها الرائعة في عالم كرة المضرب باعتزالها منتصف الشهر الحالي، فاتحة المجال أمام اللاعبات الباقيات للفوز باللقب الفرنسي الذي احتكرته في الأعوام الأخيرة، توجهت الأنظار نحو من ستكون خليفتها في حمل اللقب.
وتبدو الروسية ماريا شارابوفا (21 عاماً) من أبرز المرشحات لنيل اللقب لاسيما أنها صنفت أولى بعد انتزاعها صدارة ترتيب اللاعبات المحترفات.
ولا شك فإن بداية شارابوفا هذا العام كان رائعة بإحرازها اللقب في بطولة استراليا المفتوحة، غير أن تعرضها للإصابة في الأسبوع الماضي قد يحد من تحركاتها.
وتعود الأميركية سيرينا وليامس (26 عاماً) مرشحةً قويةً كما كانت في العام 2002 عندما توجت بلقبها الوحيد في هذه البطولة بفوزها على شقيقتها فينوس، وقد أكدت بقولها: "أعتقد أنني في أفضل جهوزية لهذه البطولة منذ العام 2002".
النجمتان الصربيتان آنا ايفانوفيتش ويلينا يانكوفيتش المصنفتان ثانية وثالثة على التوالي باتتا أيضاً في صدارة الترشيحات في جميع الدورات، ورفعت كل منهما عدد ألقابها إلى ستة لكن سجلاتهما ما تزال تخلو من أي لقب كبير حتى الآن.
ايفانوفيتش كانت وصلت إلى نهائي إحدى البطولات الكبرى مرتين، العام الماضي في رولان غاروس قبل أن تخسر أمام هينان، ومطلع العام الحالي في ملبورن قبل أن تخسر أمام شارابوفا، أما أفضل نتيجة ليانكوفيتش في الـ"غران شلام" فكانت بوصولها إلى نصف النهائي في رولان غاروس بالتحديد العام الماضي.
وتبقى الروسية سفتلانا كوزنتسوفا المصنفة رابعةً مرشحة أيضاً للقب بعد أن كانت قريبة منه في العام 2006 قبل أن تخسر أمام هينان في المباراة النهائية.