حقق المنتخب الألماني فوزاً دراماتيكياً وصعباً على نظيره التركي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب سان جاكوب بارك في مدينة بال السويسرية، لتتأهل ألمانيا بذلك إلى المباراة النهائية في بطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة، التي تستضيفها النمسا وسويسرا حتى التاسع والعشرين من الشهر الحالي.
جاءت المباراة شديدة الإثارة وحفلت بالندية منذ دقائقها الأولى، حيث تقدم المنتخب التركي عن طريق لاعبه أوغور بورال في الدقيقة 22، وتعادل شفاينشتايغر للمنتخب الألماني في الدقيقة 26، وفي الدقيقة 79 أحرز ميروسلاف كلوزه الهدف الثاني للمنتخب الألماني، وشهدت الدقائق الخمس الأخيرة من المباراة قمة الإثارة عندما تمكن المهاجم سميح سينتورك من إحراز هدف التعادل للأتراك في الدقيقة 86، وفي الدقيقة الأخيرة من اللقاء تمكن فيليب لام الظهير الأيمن للمانشافت من إحراز الهدف الثالث لتتأهل ألمانيا للمباراة النهائية.
تشكيلة المنتخبين
وبالذهاب لتشكيلة المنتخبين نجد أن يواكيم لوف مدرب المنتخب الألماني بدأ المباراة باختياراته المعتادة، حيث لعب بطريقة (4 – 2 – 3 – 1)، ولعب في حراسة المرمى ينز ليمان وأمامه أربعة مدافعين هم آرني فرايدريتش وبير ميرتساكر وكريستوف ميتزلدر وفيليب لام، أما في وسط الملعب فدفع لوف بكل من توماس هيتزلسبيرغر وباستيان شفاينشتايغر وقائد الفريق مايكل بالاك إضافة إلى سيمون رولفس الذي شارك لأول مرة في البطولة، ولعب في هجوم المنتخب الألماني كل من لوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوزه.
أما المنتخب التركي والذي شهدت قائمته التي ستخوض المباراة جدلاً واسعاً بسبب النقص الحاد في صفوف الفريق بعد تأكد غياب تسعة لاعبين بسبب الإيقاف والإصابة، فبدأ مدربه فاتح تيريم المباراة بطريقة ( 4 – 1 – 4 – 1) معتمداً على روستو ريسبير في حراسة المرمى وفي الدفاع شارك كل من صبري ساريوغلو ومحمد توبال وحاقان بالتا وغوكهان زان، ويلعب في مركز الوسط المدافع محمد أوريليو وأمامه أربعة لاعبين في وسط الملعب هم كاظم كاظم وحميد ألتينتوب وآيهان آكان وأوغور بورال ويلعب منفرداً في الهجوم سميح سينتورك.
الشوط الأول
وعلى عكس المتوقع بدأ المنتخب التركي المباراة مهاجماً محاولاً الضغط عن طريق الجانبين، وفي الدقيقة الخامسة، تقدم الظهير الأيسر محمد توبال ورفع كرة عرضية خطرة أبعدها المدافع ميرتساكر قبل أن تصل الكرة إلى سميح سنتورك.
وأعقب ذلك تسديده قوية للاعب الوسط التركي كاظم كاظم أمسكها باقتدار حارس المنتخب الألماني ينز ليمان، وفي الدقيقة 13 كاد المنتخب التركي أن يعلن عن تفوقه بإحرازه الهدف الأول عندما مرر ألتينتوب كرة أرضية داخل منطقة الجزاء وصلت إلى كاظم وسددها قوية إلا أنها ارتطمت بالقائم بعد أن انخلعت لها قلوب جميع من كانوا في الملعب، وعقب ذلك وصلت الكرة لتوبال فمررها لسينتورك فلعبها المهاجم التركي مباشرة في المرمى إلا أنها ذهبت بجوار القائم الأيمن لليمان.
وانتفض المنتخب الألماني بعدما تلقى صدمة البداية محاولاً الدخول سريعاً في اللقاء، وكاد بالاك أن يحرز الهدف الأول من ضربة رأس ولكن توبال قلب الدفاع التركي أخرج الكرة لضربة ركنية ألمانية.
واستعاد المنتخب التركي خطورته مرة أخرى مستغلاً سوء حالة المنتخب الألماني خاصة في الجانبين، ومن إحدى الهجمات للمنتخب التركي من الناحية اليمنى لعب ألتينتوب كرة عرضية انقض عليها كاظم بضربه مقصية اصطدمت بالعارضة وارتدت للاعب الوسط بورال الذي لم يتوانى في إيداعها المرمى محرزاً هدف التقدم للأتراك في الدقيقة 22.
ازدادت سخونة اللعب تماماً بعد ذلك وانتفض المانشافت محاولاً العودة للمباراة سريعاً، وبالفعل بدأ بودولسكي التحرك في الجانب الأيسر مستغلاً التقدم الدائم للظهير الأيمن للأتراك صبري ساريوغلو، ونجح بودولسكي في تمرير كرة عرضية أرضية للمنطلق من الخلف بدون رقابة شفاينشتايغر الذي لعبها مباشرة محرزاً هدف التعادل للألمان في الدقيقة 26 وهو الهدف رقم 70 في البطولة.
لم يهدأ اللعب بعد ذلك واستمرت محاولات المنتخب التركي لإحراز هدف ثاني وواصل ألتينتوب تألقه ولعب ضربة حرة مباشرة بإتقان، كادت أن تخدع ليمان الذي أخرجها بصعوبة لضربة ركنية في الدقيقة 32، رد عليها بودولسكي بانفراد تام بمرمى تركيا ولكنه سددها بغرابة خارج الملعب في الدقيقة 36.
واستمرت السخونة عنواناً صريحاً للشوط الأول من المباراة و يمكن أن نقول إنه أفضل وأجمل أشواط البطولة حتى الآن. وفي الدقيقة 37 حصل المنتخب التركي على ضربة حرة مباشرة سددها بورال مباشرة في مرمى ليمان الذي أخرجها بصعوبة والذي يعتبر أفضل لاعبي المانشافت حتى الآن.
ووضح للجميع أن تفوق المنتخب التركي كان بفضل انقضاضه القوي في نصف الملعب، وضغطه المستمر على لاعبي الوسط الألمان، وفي الدقيقة 39، استخلص صبري كرة من رولفيس وتقدم بثبات وثقة وسدد كرة رائعة احتكت بقائم ليمان وسط ذهول جميع لاعبي المانشافت، وانحصر اللعب بعد هذه الكرة في وسط الملعب إلى أن أطلق الحكم السويسري ماسيمو بوساكا صافرته معلناً نهاية الشوط الأول.
الشوط الثاني
وجاءت بداية الشوط الثاني عكس الأول تماماً فالمنتخب الألماني بدا أنه استوعب الدرس ودخل الشوط الثاني مهاجماً، ولكن دون خطورة حقيقية على مرمى روستو، ووضح أن الألمان يعتمدون فقط على تحركات شفاينشتايغر وانطلاقات فليب لام إضافة لظهور على فترات متقطعة من جانب بودولسكي، في الوقت الذي غاب فيه تماماً بالاك وكلوزه عن تشكيل أي خطورة على مرمى الأتراك.
وفي الدقيقة 50 ثارت الجماهير الألمانية لعدم احتساب الحكم ضربة حرة مباشرة صحيحة على حدود منطقة الجزاء التركية بعد عرقلة المدافع التركي صبري لفيلب لام.
وانحصرت الكرة في وسط الملعب واعتمد الفريقان على التصويب الخارجي بسبب قوة الرقابة الدفاعية على هجوم الفريقين، وفي الدقيقة 60 يطلق ألتينتوب تسدية متقنة أمسكها ليمان بصعوبة أعقبها تصويبة صاروخية للاعب الوسط الألماني هيتزلسبيرغر ذهبت فوق العارضة التركية.
ثم انحصر اللعب مجدداً في وسط الملعب مع أفضلية واضحة للأتراك لكن من فرصة نادرة للألمان كاد هيتزلسبيرغر مجدداً أن يضع بلاده في المقدمة من كرة صاروخية أخرى مرت قريبة جداً من القائم الأيمن في الدقيقة 73.
وعندما اعتقد الجميع أن المباراة تتجه إلى التمديد بسبب ندرة الفرص من الطرفين نجح كلوزه في خطف التقدم لألمانيا في الدقيقة 79 بكرة رأسية إثر تمريرة عرضية من الظهير النشيط لام.
والهدف هو الثاني لكلوزه بعد الأول في مرمى البرتغال، إلا أنه لم يفرح كثيراً بهذا الهدف لأن تركيا حافظت على تقليدها في هذه النهائيات وخطفت هدف التعادل عبر المتخصص سينتورك في الدقيقة 86 إثر تمريرة عرضية من صبري ساريوغلو ، رافعاً رصيده إلى 3 أهداف في المركز الثاني على لائحة الهدافين.
وبينما كان الحكم السويسري ماسيمو بوساكا يستعد لإطلاق صافرة نهاية الوقت الأصلي خطف لام هدف الفوز لألمانيا عندما استلم تمريرة بينية من هيتسلبرغر ثم توغل من الجهة اليسرى للمنطقة التركية قبل أن يسدد في سقف شباك روشتو في الدقيقة 90.